لماذا تبكي النساء أكثر من الرجال؟
سبب بكاء النساء أكثر من الرجال
في هذه المقالة سنتعرف على السبب الذي يدفع النساء للبكاء أكثر من الرجال.
محمود ساميبكاء النساء
من بين الصفات التي يكرهها الرجال في النساء، والتي قد تسبب لهم إزعاجا كبيرا هي كثرة البكاء، ربما الأمر مزعج للنساء أيضًا في بعض الأحيان بل في كثير من الأحيان خاصة أن غالبا ما تكون الأسباب تافهة ومبالغا فيها (صدقوا أو لا، كثير من النساء يبكين فقط لأن ظفرهن كُسر)، فحسب أبحاث أجراها البروفيسور الهولندي آد فينرهووت فالنساء تبكي من ثلاث إلى خمس مرات أكثر من الرجال في المتوسط، والسؤال هنا: لماذا تبكي النساء كثيرا؟ وأكثر بكثير جدًا من الرجال، وهل للأمر علاقة بأن النساء عاطفيين أكثر من الرجال أم هو مجرد طبع فيهن.
سبب بكاء النساء
السبب الأكثر شهرة لبكاء النساء هو العامل الاجتماعي، ففي بعض الدول يعتبر البكاء دلالة على الضعف وإنقاصا من الرجولة، وعادة ما يُزجر الأولاد الصغار عن البكاء على أساس أن “الرجال لا يبكون”، هذا ما يدعو إلى كبت الدموع في الكثير من المواقف وهذا يجعل الرجال لا يبكون عادةً في حين تكون النساء أكثر بكاءً، وأعتقد أن هذا الأمر ينطبق على ثقافتنا العربية ففي دولنا العربية نادرًا ما يبكي الرجال في العلن عكس النساء اللاتي لا يمانعن ذلك إطلاقًا.
وقد أظهرت دراسة [1] أجريت على 37 بلد أن الفرق بين النساء والرجال في نسب البكاء يختلف على حسب حرية التعبير عن المشاعر، ففي الولايات المتحدة أو السويد مثلا، الفرق أقل بكثير منه في نيجيريا أو النيبال. كما يقترح بعض الباحثين أن ميول الرجال إلى إخفاء دموعهم وعدم اعترافهم بالبكاء هو ما جعل نتائج الإحصاءات كما هي عليه، خاصة أنها تقوم فقط على ما هو مصرح به ولكن هذا بالتأكيد أحد الجوانب الاجتماعية وبالرغم أنه مهم إلا أنه من الممكن أن يكون هناك عامل آخر، فماذا لو كان للأمر علاقة بجسمي كل من الرجل والمرأة؟
التفسير العلمي لكثرة بكاء النساء
يعتبر التباين في كميات الهرمونات عاملا أساسيا في اختلاف عدد مرات البكاء بين الرجال والنساء، حيث أثبتت دراسات أن الهرمون الذكري “التيستوسترون” يعمل على كبح الغدد الدمعية، لذلك نجد أن المصابين بسرطان البروستات يصبحون أكثر شاعرية وحساسية بعد علاجهم بأدوية تنقص من معدل هذا الهرمون عندهم، وبالطبع فإن كميات هذا الهرمون أقل عند النساء منها عند الرجل[2].
وفي عام 1980، حلل البيوكيميائي ويليام فراي وفريقه الدموع الناتجة عن مختلف المشاعر، ليجدوا أن من أهم مكوناتها هرمون أنثوي “البرولاكتين” الذي تفرزه الغدة النخامية، والموجود عند المرأة 60 بالمائة أكثر منه عند الرجل بعد البلوغ، ما يفسر كثرة بكائها عاطفيًا[3].
كما أن طبيعة طول وعرض القنوات الدمعية مرتبط بهذا الأمر، حيث تكون أقصر وأضيق عند النساء ما يسهل إفراز الدموع على عكس الرجا، ربما هذا يفسر سبب طول مدة البكاء لدى المرأة عنها للرجل[4].
يقول الدكتور جيفري جودفيلو، بروفيسور في جامعة إلينوي للبصريات في شيكاغو:
يوجد العديد من الدراسات على مر السنوات التي أظهرت أن الرجال يملكون قنوات دمعية أكبر، لذلك هم أقل احتمالا ان تتراكم دموعهم لدرجة نزولها على الخد.
في ختام هذا المقال، ما يجب أن ننوه إليه أن البكاء ورغم دلالته على الضعف والانكسار، إلّا أنّه لا يمكن إنكار فوائده في التخفيف عن النفس والتخلص من هرمونات القلق والحزن المتراكمة، وهو ما ينصح به الأطباء، لذلك عزيزي العربي… من الجيّد أن تتخلص من فكرة عدم الحاجة للبكاء فقط لأنّك رجل، أنت أيضا كائن “يشعر” وبحاجة إلى ممراسة مشاعره الطبيعية التي خُلقت معه، كما أود الإشارة أن كثرة البكاء باستمرار ودون سبب مقنع في الأغلب ستصبح مجرد هراء لا ينتبه له أحد، ولا يفيد في شيء، لذلك صديقتي الجميلة: إدّخري دموعك لوقت الحاجة بدل تضييع جهدك، وقتك، تركيزك، في البكاء عن شيء تافه يضيع حياتك بامتياز.
بكاء النساء لماذا تبكي النساء بكاء النساء أكثر من الرجال