هل الجزر يقوي النظر؟

يحظى الجزر بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، وهو من الخضروات الجذرية المقرمشة ذات القيمة الغذائية العالية. يُزعم عادةً أنها تحافظ على صحة عينيك وتحسن الرؤية الليلية.

ونسمع دائمًا مقولة من أهلنا أن الجزر يقوي النظر ومع ذلك، قد تتساءل عن أصل هذه الفكرة وما إذا كانت مدعومة بالعلم.

يخبرك هذا المقال ما إذا كان الجزر مفيدًا لعينيك ويقدم نصائح أخرى للحفاظ على صحة عينيك.

الجزر وصحة العين

يُعتقد منذ فترة طويلة أن تناول الجزر يعزز صحة العين ويحسن البصر، خاصة في الليل. على الرغم من صحة هذا الأمر، إلا أن الارتباط بين الجزر والبصر نشأ من أسطورة.

خلال الحرب العالمية الثانية، بدأ طيارو سلاح الجو الملكي البريطاني لأول مرة في استخدام الرادار لاستهداف طائرات العدو وإسقاطها. وفي محاولة للحفاظ على سرية هذه التكنولوجيا الجديدة، عُزيت الدقة البصرية للطيارين -خاصة في الليل- إلى تناول الجزر.

أدى ذلك إلى حملة دعائية طويلة الأمد روجت للجزر لتحسين البصر. هذا الرابط المزخرف بين تناول الجزر وتحسين الرؤية الليلية لا يزال قائما حتى اليوم.

ومع ذلك، على الرغم من أنه ليس طعامًا سحريًا للعين بالطريقة التي تم تسويقه بها خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن الجزر يحتوي على مركبات معينة مفيدة لعينيك.

يحتوي الجزر على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تفيد صحة العين

الجزر مصدر غني للبيتا كاروتين واللوتين، وهي مضادات الأكسدة التي يمكن أن تساعد في منع تلف العين الناجم عن الجذور الحرة.

الجذور الحرة هي مركبات يمكن أن تؤدي إلى تلف الخلايا، والشيخوخة، والأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض العيون، عندما تصبح أعدادها مرتفعة للغاية.

يعطي البيتا كاروتين العديد من النباتات ذات اللون الأحمر والبرتقالي والأصفر ألوانها. حيث يحتوي الجزر البرتقالي على نسبة عالية بشكل خاص من البيتا كاروتين، والذي يحوله جسمك إلى فيتامين أ. يمكن أن يؤدي نقص فيتامين أ إلى العمى الليلي، والذي غالبًا ما يمكن عكسه عن طريق المكملات التي تحتوي على فيتامين أ.

هناك حاجة إلى فيتامين أ لتكوين رودوبسين، وهو الصباغ الأرجواني المحمر الحساس للضوء في خلايا عينك والذي يساعدك على الرؤية في الليل.

يمتص جسمك البيتا كاروتين ويستخدمه بكفاءة أكبر عند تناول الجزر المطبوخ بدلاً من الجزر النيئ. علاوة على ذلك، فإن فيتامين أ وسلائفه قابل للذوبان في الدهون، لذا فإن تناول الجزر مع مصدر للدهون يحسن الامتصاص.

يحتوي الجزر الأصفر على نسبة عالية من اللوتين، مما قد يساعد في منع الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD)، وهي حالة تصبح فيها رؤيتك غير واضحة أو مفقودة تدريجيًا.

قد تكون الأنظمة الغذائية الغنية باللوتين وقائية بشكل خاص ضد AMD.

الخلاصة

يعد الجزر مصدرًا جيدًا للوتين والبيتا كاروتين، وهي مضادات أكسدة تفيد صحة العين وتحمي من أمراض العين التنكسية المرتبطة بالعمر. كما يقوم جسمك بتحويل البيتا كاروتين إلى فيتامين أ، وهو عنصر غذائي يساعدك على الرؤية في الظلام.

الفوائد الصحية الأخرى للجزر

الجزر يدعم صحة العيون، ولكن هناك العديد من الأسباب الأخرى لتناوله. تركز معظم الأبحاث على محتواها من الكاروتينات، بما في ذلك اللوتين والليكوبين والبيتا كاروتين.

تشمل الفوائد الصحية الأخرى للجزر ما يلي:

• دعم صحة الجهاز الهضمي: يحتوي الجزر على نسبة عالية من الألياف، مما يساعد على منع الإمساك. تحتوي الجزرة الواحدة على حوالي 2 جرام من الألياف، أو 8% من القيمة اليومية (DV). قد يؤدي تناول الجزر أيضًا إلى تحسين بكتيريا الأمعاء النافعة.
• قد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان: الأطعمة الغنية بالألياف مثل الجزر قد تساعد في الحماية من سرطان القولون عن طريق تعزيز انتظام الجهاز الهضمي. بالإضافة إلى ذلك، ثبت أن بعض مضادات الأكسدة الموجودة في الجزر لها تأثيرات مضادة للسرطان.
• استقرار نسبة السكر في الدم: يحتوي الجزر على مؤشر نسبة السكر في الدم منخفض (GI)، مما يعني أنه لا يسبب ارتفاعًا كبيرًا في نسبة السكر في الدم عند تناوله. حيث يساعد محتواه من الألياف أيضًا على استقرار مستويات السكر في الدم عند تناوله مع أطعمة أخرى.
• الجزر جيد لقلبك: يحتوي الجزر الأحمر والبرتقالي على نسبة عالية من الليكوبين، وهو أحد مضادات الأكسدة التي تحمي القلب. قد يقلل الجزر أيضًا من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول.
• يحمي بشرتك: على الرغم من أنه ليس فعال مثل واقي الشمس، إلا أن مضادات الأكسدة بيتا كاروتين والليكوبين قد تساعد في حماية بشرتك من أضرار أشعة الشمس.
• قد يدعم فقدان الوزن: الجزر منخفض في السعرات الحرارية وغني بالألياف. ويزيد تناوله من الشعور بالامتلاء، مما قد يمنع الإفراط في تناول الطعام ويساعد على فقدان الوزن.

فبصرف النظر عن مساهماته في صحة العين، هناك العديد من الأسباب لتناول الجزر. يمكن أن يفيد الجهاز الهضمي، وكذلك القلب والجلد والصحة العامة.

طرق أخرى لتعزيز صحة عينيك

إن تناول الجزر ليس هو الطريقة الوحيدة للحفاظ على صحة عينيك وبصرك. تشمل الاستراتيجيات الأخرى لتحسين صحة عينيك ما يلي:

استخدم نظارات الحماية من الشمس

اختر النظارات الشمسية التي تحمي عينيك من 99-100% من الأشعة فوق البنفسجية فئة A والأشعة فوق البنفسجية فئة B. يمكن أن يؤدي ضرر الشمس إلى إعتام عدسة العين، والضمور البقعي، والظفرة (نمو الأنسجة فوق بياض عينيك).

الحد من الجلوس أمام الشاشات وتجنب الضوء الأزرق

يمكن أن يؤدي قضاء وقت طويل أمام التلفاز أو الهاتف أو الكمبيوتر إلى إجهاد العين. في الليل، قم بإيقاف تشغيل الشاشات أو تشغيل مرشح الضوء الليلي على هاتفك، لأن الضوء الأزرق يمكن أن يسبب تلف الشبكية.

ممارسة نشاط بدني

إن ممارسة النشاط البدني بانتظام مفيد لعينيك ومحيط خصرك. يؤدي عدم ممارسة الرياضة إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 واعتلال الشبكية السكري، وهي حالة يمكن أن تضعف رؤيتك.

تجب التدخين

تم ربط دخان التبغ بفقدان البصر وإعتام عدسة العين والضمور البقعي. قد يزيد التدخين أيضًا من خطر الإصابة بجفاف العين.

الحصول على نظام غذائي متوازن

تعتبر دهون EPA وDHA أوميجا 3 (مثل الأسماك الدهنية والكتان) وفيتامين C (مثل الحمضيات والقرنبيط) وفيتامين E (مثل زبدة الجوز) والزنك (مثل اللحوم والمحار وبذور اليقطين) مفيد أيضًا لعينيك.

تناول الخضار ذات الأوراق الخضراء الداكنة

يحتوي الكرنب والسبانخ على نسبة عالية من الكاروتينات اللوتين والزياكسانثين، التي تدعم صحة العين.

احصل على فحوصات منتظمة للعين

أفضل طريقة لمعرفة حالة عينيك هي فحصها بانتظام من قبل أخصائي العناية بالعيون. تعتبر زيارة طبيب العيون أو طبيب العيون عادة صحية وقائية جيدة يجب عليك اتباعها.

الملخص

إن تناول نظام غذائي مغذ، وممارسة الرياضة، والحد من وقت الشاشة، وعدم التدخين، وارتداء النظارات الشمسية، وفحص عينك بانتظام من قبل طبيب العيون هي عادات مهمة لصحة العين المثلى.

فكرة أن الجزر يعزز صحة العيون والرؤية الجيدة تنبع من أسطورة، ولكن هذا لا يعني أنها غير صحيحة. فهو غني بمضادات الأكسدة اللوتين وبيتا كاروتين، والتي ثبت أنها تحمي عينيك.

قد يفيد الجزر أيضًا في عملية الهضم والقلب والجلد والصحة العامة. إذا كنت ترغب في الحفاظ على صحة عينيك، فيجب عليك أيضًا إنشاء عادات صحية أخرى تحمي العين مثل ممارسة الرياضة، وارتداء النظارات الشمسية، والحد من الجلوس أمام الشاشة، وتناول نظام غذائي متوازن، وعدم التدخين.