تاريخ

10 حقائق لا تعرفها عن المومياوات المصرية القديمة

حقائق عن المومياوات المصرية

الحضارة المصرية القديمة مليئة بالأسرار، والمومياوات المصرية دائمًا ما حيرت العالم بسبب استطاعتها الاحتفاظ بنفسها طوال تلك السنين، وفي هذه المقالة سنتعرف على بعض الحقائق عن المومياوات المصرية القديمة.

محمود سامي
10 حقائق لا تعرفها عن المومياوات المصرية القديمة

المومياوات المصرية القديمة

عندما تذكر الحضارة المصرية القديمة فقد يكون أول ما يخطر ببالك هو هرم الجيزة الأكبر مع أبو الهول أو حتى قناع توت عنخ آمون أو التماثيل الفرعونية الأخرى، أو ربما المومياوات التي تحتفظ بتفاصيل تحنيطها إلى الآن، ولكن ماذا تعرف عن تلك المومياوات؟ هل هي مجرد أجساد ملفوفة بالكتان؟ في هذه المقالة سنتعرف على بعض الحقائق عن المومياوات المصرية القديمة بالتأكيد لا تعرفها، كما ذكرها موقع listverse.

1. تكلفة التحنيط في مصر القديمة

وفقًا لكتابات مسافر يوناني في الفترة من 60 إلى 57 قبل الميلاد، فإن تكلفة التحنيط في مصر القديمة هي قطعة واحدة من الفضة وزنها حوالي 30 كيلوغرامًا  كان هذا خلال الفترة البطلمية من التاريخ المصري، تكلفة المواد المستخدمة في التحنيط اليوم بما في ذلك الكتان وكربونات الصوديوم والنطرون والراتنج والبخور، حوالي 3600 دولار، ومع ذلك فإن تحنيط المومياء اليوم يكلف ما يقرب من 70000 دولار، ويوجد العديد من الشركان اليوم تقوم بتحنيط بعض الأشخاص حسب طلبهم وأيضًا الحيوانات الأليفة.

2. تم استخدام المومياوات كدواء

تم استخدام المومياوات كدواء في عام 400 ميلاديًا حتى القرن التاسع عشر، واستند ذلك إلى استخدام البيتومين الطبيعي الذي اعتقد الأوروبيون أن المصريين محنطون به، بالرغم من أنه كان عديم الفائدة تمامًا، حيث استخدم المصريون القدماء مادة الراتينج، التي تحاكي البيتومين ولكن ليس لها فوائد صحية.

في الواقع ربما كان من الأفضل استهلاك الراتينج بدلا من البيتومين الذي وجد مؤخرًا أنه مادة مسرطنة، ففي العصور الوسطى كان الأثرياء يشترون مومياوات مطحونة لاستخدامها كدواء، واستمر الاعتقاد بأن المومياوات مفيدة طبيًا القرن التاسع عشر عندما كان من الصعب الحصول على مومياوات، حيث تم استخدام أجساد المجرمين المحنطة بدلاً من ذلك.

3. قام المصريين القدماء بتحنيط الحيوانات

قام المصريون القدماء بتربية الحيوانات وتحنيطها، حيث قاموا بتحنيط حيواناتهم الأليفة وأيضًا قاموا ببعض الممارسات التي تعمدت استخدام بعض الحيوانات لغرض التحنيط فقط من أجل بعض الممارسات الدينية حيث ارتبطت الآلهة المصرية القديمة بالحيوانات واعتبرت الحيوانات أحيانًا تجسيدًا للآلهة، على سبيل المثال كانت الإلهة باستيت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالقطط، وتم دفن الحيوانات في توابيت ومقابر خاصة للإله أو الإلهة التي يرمزون لها أو كانت مهمة لهم.

وعلى الرغم من الكم الهائل من مومياوات الحيوانات التي تم تحنيطها في مصر القديمة فقد تم الحرص على تحنيط الحيوانات لكنها لم تكن مماثلة لتحنيط البشر حيث كان تحنيط البشر متقن بشكل لا يصدق ويستغرق وقتًا طويلًا وتم شراء معظم مومياوات الحيوانات من قبل أشخاص يقومون بالحج إلى معابد الآلهة مقابل مبلغ مالي، وكان الكهنة يدفنون الحيوانات في مقبرة المعبد كشكل من أشكال التكريم لإله أو آلهة معينة، وكانت القطط والبابون والأسماك والتماسيح والثيران من بين الحيوانات التي تم تحنيطها في مصر القديمة.

4. التحنيط من أجل الحياة الأخرى

اهتم المصريين القدماء بالتحنيط كونه واحدًا من أشكال الحياة الأخرى حيث كان يعتبر من أهم جوانب الممارسات الدينية المصرية القديمة حيث اعتقد المصريون القدماء أن التحنيط ضروري للوصول إلى الحياة الآخرة، وكانوا يعتقدون أنه بعد وفاة شخص ما وتحنيطه بشكل صحيح فسيستطيع أن يستخدم جسده مرة أخرى أثناء حياته في الآخرة وهذا هو سبب حفظهم للموتى.

وكان المصريين القدماء يعتبرون أن رحلتهم مع الحياة الآخرة تبدأ مع أوزوريس (إله الموتى) ثم يحاكم المتوفى أمام 42 قاضيًا، ومنهم إلى أنوبيس إله التحنيط الذي يرشد المتوفى خلال رحلته وبعد ذلك يقابل المتوفى تحوت إله الحكمة الذي يقوم بوزن روحه، وكانت الروح أيضًا تسافر مع رع في الآخرة حيث كانت الديانة المصرية القديمة مؤمنة بالحساب في الآخرة.

يذكر أن التحنيط أصبح من الممارسات المتقنة في مصر القديمة وكانت جزءًا مهمًا في الاقتصاد المصري القديم حيث تطلبت المومياوات خدمات مصففي الشعر وخبراء التجميل وكذلك الحرفيين لبناء توابيت ناهيك عن الأهرامات والمقابر.

5. تجميل المومياوات

تم صنع المومياوات بشكل كبير لتبدو نابضة بالحياة بالإضافة إلى الحفاظ عليها، فأثناء عملية التحنيط تم تلوين أجساد المومياوات، حيث كان الرجال ملونين باللون الأحمر، وكانت النساء ملونة باللون الأصفر، وبدأ هذا خلال الفترة الانتقالية الثالثة، وكان هناك عيون مزيفة مصنوعة من الزجاج أو الحجر في هذه الفترة (البصل الصغير كان يستخدم سابقًا لخلق الوهم بالعيون) يتم تركيبها للمومياوات، وغالبًا ما كان لديهم شعر مستعار أو خيوط منسوجة في شعرهم، وتم تزيين المومياوات في العصر المتأخر بورق الذهب المطبق مباشرة على الجلد، وتم استخدام بعض أشكال المكياج الحديث بما في ذلك الكحل الذ كان يعتمد على الفحم حتى أن قدماء المصريين رسموا أظافر المومياوات وتم وضع عليها شكل من أشكال الحناء.

كان استخدام الحناء كوشم من الممارسات المصرية القديمة قبل استكشافها في الهند حيث وجد الفرعون رمسيس الأول بأظافره ملونة باللون البرتقالي الغامق وهذا يدل على وجود الحناء أو صبغة أخرى، وكان خبراء التجميل جانبًا مهمًا من الثقافة المصرية القديمة وكانوا يعتبرون قريبين من الإلهة حتحور. وكان الشعر المستعار جانبًا آخر للجمال في مصر القديمة حيث كان جزءًا لا يتجزأ من عملية التحنيط، ومع ذلك لم يكن الشعر المستعار مخصصًا للموتى فقط، حيث حلق العديد من المصريين رؤوسهم واستخدموا الشعر المستعار.

6. قبل التحنيط كان يتم حفظ المومياوات في الطبيعة

لم يبدأ قدماء المصريين في استخدام إجراءات التحنيط المعقدة إلا بعد تطور حضارتهم، ففي البداية تم إنشاء المومياوات بشكل طبيعي من البيئة الصحراوية في مصر حيث تم دفن الموتى في الرمال، اعتمادًا على البيئة الجافة التي ستحافظ على أجساد الموتى، حيث يعتقد علماء الأنثروبولوجيا أن الموتى الذين تم اكتشافها بالصدفة تم تحنيطهم بشكل طبيعي في الرمال، وبالتالي يمكن التعرف عليهم بعد سنوات من الموت.

شجع ذلك على ممارسة التحنيط من خلال توضيح كيف أن المومياوات تتمتع بحياة أبدية، لكن الأمر استغرق 800 عام لبدء إزالة الأعضاء لمنع التعفن، وفي عام 3400 قبل الميلاد بدأ المصريون في لف المومياوات بالكتان، ولكن بحلول عام 2600 قبل الميلاد فقط قاموا بإزالة أعضاء المتوفى لمنع التعفن، وقبل 5500 عام فقط بدأت المومياوات تُدفن في المقابر والتوابيت، ولا يزال التحنيط الطبيعي يحدث في المناطق التي لا يتعرض فيها الموتى للهواء أو الرطوبة.

7. وضع ذراع المومياوات له دلالة معينة

كان وضع ذراع المومياوات مهم أثناء التحنيط، على سبيل المثال تم استخدام الأذرع المتقاطعة على الصدر ، وهي الصورة الأكثر ارتباطًا بالمومياوات وكان هذا الوضع يستخدم بشكل خاص للملوك، وتمت الإشارة إلى المملكتين القديمة والوسطى بالدفن بأيدي على الجانبين أو عبر الحوض أحيانًا، وخلال فترة رمسيس الثاني، كانت المومياوات تُحفظ بأذرع متقاطعة على الجزء السفلي من الجسم، ويدل طي الذراعين بالأيدي على الكتفين على فترة لاحقة من التاريخ المصري، وتم استخدام الأيدي المتقاطعة كما هو متصور عادة في المملكة الحديثة فقط للرجال ذوي المكانة الملكية.

8. بديل أرخص للتحنيط

في مصر القديمة لم يكن بوسع الطبقات الدنيا بشكل عام سوى التحنيط غير المكتمل، لم يشمل ذلك نعشًا أو تابوتًا وعادةً ما ينطوي فقط على تجفيف الجسم مع بقاء بعض أو كل الأعضاء، وكانت الأدمغة تعتبر الأقل أهمية في مصر القديمة وبالتالي كانت الأقل أهمية في إزالتها، وغالبًا ما يترك التحنيط المبكر والتحنيط الناقص الدماغ سليمًا، وهو ما يشير إليه أنف سليم، بعد ذلك يتم غسل تجاويف الجسم، ويتم دفن الشخص في مقبرة، في المقابل تم رسم مقابر الأثرياء والملكيين بشكل متقن بنقوش من كتاب الموتى ونصوص الأهرام ونصوص على التوابيت، ويتضح الانقسام بين الأغنياء والفقراء في مصر القديمة بشكل خاص في ممارسات الدفن. 

9. الجرة الكانوبية

اعتبر قدماء المصريين أن الرئتين والكبد والمعدة والأمعاء هي الأكثر أهمية في التحنيط، وتم استخراجها من الأشخاص وحفظها في أواني كانوبية وكانت تلك الأواني تستند إلى أربعة آلهة مصرية قديمة يعتقد أنها تحرس أعضاء المتوفى، وهم أبناء حورس الأربعة، وكان لكل جرة كانوبية رأس مختلف، أحدهما لقرد البابون، والآخر لابن آوى، والآخر للإنسان، والآخر من الصقر، المتوفى يتحلل بسرعة أكبر بمرور الوقت وتطورت هذه الممارسة دينيًا إلى الاعتقاد بأن المتوفى يحتاج إلى الأعضاء في رحلتهم عبر الحياة الآخرة.

10. لعنة الفراعنة

لم يخترع المصريون مفهوم المومياوات أو القبور الملعونة بل بالأحرى تم تخمينها عن طريق الكتابة على المقابر، فالأساس الوحيد لهذه اللعنات هو التهديدات المكتوبة على المقابر مثل الانتقام الإلهي لعدم احترام الموتى، وهذا لغرض صريح وهو تثبيط سارقي القبور، تعود التحذيرات المكتوبة ضد فتح المقابر المصرية إلى العصور الوسطى وتصف الصفات الشريرة والخارقة للطبيعة التي تمتلكها المومياوات، وأشهر لعنة مزعومة هي تلك التي تعرضت لها قبر الملك توت عنخ آمون، أو لعنة الفرعون، توفي ممول أعمال التنقيب في مقبرة توت عنخ آمون بسبب مرض ينقله البعوض، وتوفي هوارد كارتر، الذي اكتشف المقبرة، وبعد 16 عامًا تم نشر فكرة اللعنة من قبل مؤلف الرواية السير آرثر كونان دويل.


المومياوات المصرية مصر القديمة حقائق عن مصر القديمة الحضارة المصرية